الأربعاء، 1 مارس 2017

الصراع بين العلماء

قضية سب العلماء 
والصراع بين الشيوخ وطلاب العلم بين الوهم والحقيقة !!
ـــــــــــــ 
أولاً : المقدمة 
باعتبار أن الكثير من أصدقائنا على الفيس بوك ليسوا من زملائنا بطلب العلم وليسوا على معرفة بأحوال المختلفين من نقطة الأساس ثم يتفاجؤون بمنشور لأحد طلاب العلم فينفرون ويرون أن هذا من الفرقة ثم يقومون جزاهم الله خيرا بالنصح ، ومن هنا أقول :

ثانياً : أنواع الخلاف :
اعلموا حفظكم الله تعالى أن الخلاف على ثلاثة أقسام وهي :

1 ـ خلاف تنوع : 
وهو أن أقوم أنا بأمر عليه دليل [ صحيح ] وتقوم أنت بأمر عليه دليل [ صحيح ] وكلاهما في مقام واحد ومثاله اختلاف صيغ التشهد وصيغ دعاء الاستفتاح ،، فهذا خلاف كلنا على حق ولاينكره إلا جاهل

2 ـ خلاف الأفهام : 
وهو أن أقوم أنا بأمر وتقوم أنت بأمر آخر وكلنا لانملك إلا نفس الدليل ولكننا اختلفنا في فهم وفقه الدليل وأمثلته كثيرة ومن هذا النوع ظهرت المذاهب وآراؤها 
ومثال ذلك : حديث النزول للسجود [ لاتبركوا كبروك البعير ] فأنا فهمت أن النزول الصحيح يكون على اليد لأن البروك لايكون على اليد وإنما يكون على الركب ، وأنت فهمت أن النزول الصحيح يكون على الركب ؛ لأن ركب البعير في يديه فأنت لاتنزل على يديك وهكذا كلانا محسن ومأجور بإذن الله تعالى

3 ـ خلاف التضاد :
وهو الخلاف الذي يتعارض مع قوائم الشريعة الثلاثة وهي : القرآن ، والسنة ، والاجماع 
فهذا النوع صاحبه منحرف ضال يقدم هواه على نصوص الشريعة وقد رد الله عليهم بعموم قوله : { قل أتعلمون الله بدينكم } وأئتمن العلماء بكشفهم وبيان عوارهم فقال : { وأولوا العلم قائما بالقسط } وهدد من سكت عنهم وداهنهم فقال : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون }
والأدلة كثيرة جدا في بيان وجوب التحذير من الباطل وأهله

ثالثاً : واجبنا تجاه الخلاف والمخالفين :
واجبا هو معرفة نوع الخلاف أولا ثم التعامل معه بحسب نوعه ثانياً والحقيقة أن الكثير من المستائين من الخلاف الذي يروه في الفيس بوك لايعرفون نوعه وأسبابه ؛ فتراهم يتحدثون بالعاطفة ومع ذلك يحكمون ويقولون : هذه مسائل عادية ولا يصح التحذير منها ، فتراهم يدافعون عن الأخضر واليابس وهم لايشعرون 
فنقول لهم : إن العلماء ماحذروا ممن تحزب وخان البلاد والعباد إلا لخطورة تحزبه ، قال تعالى : { وما يعقلها إلا العالمون } فلا تظن أنك أعلم بالحق منهم وأنك أرحم بالخلق منهم 
ووالله لو رجعتم لنقطة البداية لرأيتهم أن هناك خفايا وخبايا لايجوز السكوت عنها وقد كان شيخنا العلامة الحجوري دائما مايكرر : ( ضللنا ولسنا من المهتدين إن سكتنا يوما عن المبطلين )

كما أنبه أني شخصياً لا أحب أن أكتب في صفحتي هذه المواضيع أبدا ولكننا نضطر إليها أحياناً لسببين اثنين : 
الأول : أن أهل الباطل لم يسكتوا كي نسكت 
الثاني : أن يشاع عن أهل الحق ما يخالف الحق فندافع

هذا مختصر القول وأسأل الله تعالى أن ينفع به

كتبه أخوكم 
أبو العباس أنور الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق