الجمعة، 24 فبراير 2017

قواعد في التعامل مع وقت الظهيرة


قواعد في التعامل مع وقت الظهيرة 
____________

الظهيرة هي وسط النهار وهي أشد الأوقات ضراوة على الجسم لشدة الحرارة ، وقيل : لخاصية في الوقت نفسه وإن كان الجو غيماً ، وهنا سوف أضع لكم بعض القواعد للتعامل مع هذا الوقت بخصوصية :
1ـ  القيلولة
وقد كان الصحابة الكرام يقيلون في الظهيرة سواء سواء قبل صلاتها أو بعدها ، وربما جعلوا القيلولة قبلها في سائر الأسبوع عامة وبعدها في يوم الجمعة خاصة
وجعل القيلولة في وسط النهار سر طبي بليغ وذلك أن الجسم بحاجة لنومتين نومة شمسية ونومة قمرية ليأخذ الجسم راحته من مرحلتي الليل والنهار فيتغذي من جوِّهما ويتخلص من جُهدهما
ويتنبه : أن القيلولة خاصة بنوم وسط النهار دون أوله وآخره ؛ لأن من النوم ماضرره أكبر وأكثر من نفعه كنوم العصرية مثلا والذي سنفصل القول فيه في رسالة التداوي بالنوم بإذن الله تعالى
وفي القران الكريم يقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ :
مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ
وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ
وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ }
[سورة النور 58]

والآية في معرض ذكر العورات في المنزل ولكنها متضمنة للدلالة على قيلولة الظهيرة سواء بالنوم أو بالاسترخاء وذلك في قولة : { وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة }
وأما عن أحاديث القيلولة فهي معروفة

2ـ خلع الثياب :
خلع الثياب في الظهيرة ورد في قولة : { وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة } ولكن هل هذا مجرد إخبار محض أم أنه إخبار وإرشاد ؟
أما كونه إخبار فلا شك في ذلك ، وأما كونه إرشاد أيضاً فهذا الذي يظهر لي ؛ لأنه أخبرنا أن هذا فعل الذين آمنوا وأن هذا تصرف جماعي لهم فأنتج أن هذا التصرف فيه مصلحة بدنية لتعلق الخبر بالبدن ولكن هذا التصرف يختص لمن يأتون من الشمس ( خارج البيت ) إلى الضل ( داخل البيت ) أنتج أن التخلص من حرارة الشمس المباشرة موجب للتخلص من أثرها الغير مباشر وتمثل ذلك بنزع الثياب ؛ فالثياب التي اكتسبت من أشعة الشمس المباشرة [ في الخارج ] تشحن الجسم بتلك الشحنات المكتسبة في [ الداخل ] ولهذا وجب المبادرة في التخلص منها بنزع الثياب .. والله أعلم

3ـ جماع الظهيرة
س : هل يحتمل أن وضع الثياب في الظهيرة المقصود به الجماع في قوله تعالى : { وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة }
جـ : قال بذلك بعض أهل العلم والأرجح خلاف ذلك لأمرين اثنين :
ـ الأول :
تخصيص وضع الثياب في الظهيرة وهو وقت رجوع الناس من أشغالهم وهذا دليل أنه وضع للاسترخاء من الجهد وليس للجماع ؛ لأن الجماع ليس خاص في وقت الظهيرة
ـ الثاني :
أن جماع الظهيرة له تبعات صحية على الجسم فيتغاضى من أندره ويحذر من أكثره
وقد ذكر العلماء القداما أن جماع الظهيرة يهد الجسم ويقتل الشباب ويسبب شحابة الوجه ويذهب رونقه ، ولهذا تتمركز قاعدتنا الثالثة على التحذير الشديد من جماع الظهيرة إلا ماندر

🚎 قواعد خاصة 
بأصحاب الدوامات المنتهية ظهراً :
الكثير يرجعون للبيت معكري المزاج سريعي الغضب وربما عدوانيون في منازلم على أهلهم بحجة [ رجعت من الدوام ] !!!
فنقول لهؤلاء : لقد كان دوامكم لاسعاد أهليكم فأسعدوهم عند رجوعكم ونوصيكم بالتعليمات التالية :
1 ـ عند وصولك للبيت اخلع ثيابك وانفضها واغتسل بماء بارد أو تعرض لنسيم هواء بارد
2ـ اشرب عصيراً منعشاً وأفضله عصير البرتقال الطازج
3 ـ ألا أدلك على خيرٍ من ذلك كله ؟ إذا دخلت بيتكم فسلم عليهم بتحية الاسلام وهش وبش في وجوههم ؛ فإنهم كانوا ينتظرونك فلا تجعل قدومك ثقيل عليهم !! وانظر الأحاديث التالية :

1 ـ روى أبو داود (5096) عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ ]
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (225) .

2 ـ وروى الترمذي (2698) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ ، يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ ]
قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1608): حسن لغيره

وصل اللهم وسلم وبارك 
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق