الجمعة، 17 مارس 2017

لطائف اللغة والنحو

فقه اللغة وأدب اللغويين

علماء النحو القدامى يقولون في باب من أبواب علم النحو : [ باب ما لم يُسَمَّ فاعله ] ‏والمتأخرون منهم يقولون : [ باب المبني للمجهول ]
‏وفي ذلك نكتةٌ لطيفة من الأدب الرفيع ، انتبه لها السَّلف ، وكأن الخلف لم ينتبهوا لها ؛ ‏وهي : ‏أننا عندما نُعرب فعلاً في القرآن الكريم، مثل { أُوحي } ، في قوله تعالى : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا } [ الجن : 1] ‏فهل يُقال : مبني للمجهول؟! وهل يستسيغ المؤمن أن يُوصَفَ اللهُ تعالى بالمجهول ؟!
‏‏هذا هو سِر اصطلاح السَّلف في قولهم : [ باب ما لم يُسَمَّ فاعله ] !! 
‏ومن هذا التنزيه الجميل الرائع ما استحدثه ابن هشام ، وتبعه في ذلك الأزهري والآثاري من مصطلحات إعراب الأدب مع الله تعالى ؛ كقولهم في لفظ الجلالة من قولنا : دعوتُ الله : إنه منصوب على التعظيم ؛ بدلا من مصطلح [ مفعول به ]
‏ما أجمل الأدب مع النّاس ، والأجمل منه الأدب مع رب الناس !


منقول ينير العقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق