🌎 المنهجية السلفية في الدعوة إلى الله
الحلقة [ 3 ] بعنوان :
[ المنهجية التي ارسل الله تعالى محمداً عليه الصلاة والسلام بها ]
ويليه : دراسة مختصرة عن سبب عدم ظهور الدين في عصرنا
➖➖➖➖➖➖
📝 أولاً : المقدمة :
كلنا كمسلمين نؤمن أن نبينا عليه الصلاة والسلام حقق أعظم النتائج الايجابية في ميدان الدعوة واستمرت تلكم النتائج بعد موته في عصر من ساروا على نفس طريقته الدعوية ولم تضمحل تلكم النتائج إلا في عصر من غيروا وبدلوا !!
فما هي المنهجية التي سار عليها النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ؟
والجواب :
📝 ثانياً : ذكر المنهجية
إن المنهجية التي سار عليها ودعا إليها هي المنهجية التي أرسله الله تعالى بها ، وهي :
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا }
لقد تضمنت هذه الآية على مقدمة ونتيجة وهما :
ـ أولاً : المقدمة :
وهي الوسيلة التي أرسل بها : { الهدى ودين الحق } والهدى هو [ العلم النافع ] ودين الحق هو [ العمل الصالح ]
ـ ثانياً : النتيجة :
وهي الغاية التي أرسل من أجلها : { ليظهره على الدين كله } والظهور هو العلو والنصر والتمكين ، ويدل على ذلك أدلة منها :
1ـ قوله تعالى : { فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين } أي : منصورين
2ـ قوله تعالى : { إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا } أي : يتمكنوا منكم ويطلعوا على مكانكم ، وفيها أن الظهور قد يكون سبب للدخول في دين الظاهر
3ـ قوله صلى الله عليه وسلم : [ لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ] أي : منصورين ؛ ولهذا سميت : [ الطائفة المنصورة ]
📝 ثالثاً : شرح المنهجية
دلالة الآية على غاية ووسيلة تعتبر دلالة واضحة أن تلك الغاية لاتتحقق بغير تلكم الوسيلة ، وعليه فمن كانت غايته هي ظهور الدين فليتبع وسيلة سيد المرسلين وإلا كان إما كاذباً في غايته أو منحرفاً عن طريق تحقيقها
ومن هنا يتقرر أن دعوة محمد تعتبر دعوة للعلم والعمل ، فالعلم هو { الهدى } والعمل هو { ودين الحق }
📝 فصل :
دراسة سريعة في سبب عدم ظهور الدين في العصور المتأخرة !!
الناظر في واقع زمننا يجد أن هناك بوناً شاسعاً في الفرق بين أمة محمد المتقدمة وأمته المتأخرة فأمته المتقدمة كانت أقل منا عددا وعدة ومع ذلك تحققت الغاية على أيديهم فهم من كسروا كسرى وهم من قصروا قيصر !! وأما أمته المتأخرة فهم أكثر عدداً وأكثر عدة وأقولها بكل حياء نحن اليوم أمة المليار مسلم ومع ذلك لم نحقق الغاية وهاهم المياسرة يكسرونا والقياصرة يقصرونا !! والسبب في ذلك هو بعدنا عن الوسيلة التي لايظهر الدين إلا بها وهي منهجية { هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق }
فالكثير من المسلمين اليوم لايدينون لله تعالى بدين الحق بل هم في الجانب التعبدي يدينون بالبدع والخرافات ، وفي الجانب السياسي يدينون بالتكتل والتحزبات !! وهذا كله ليس من دين الحق في شيء !! فأنّا لهم أن يظهر الدين على أيديهم وهو لم يسلم من شرهم ؟
ومن هنا يظهر للجميع لماذا الدعوة السلفية دائماً ما تسلط الضوء على التحذير من البدع والمخالفات ، وذلك أن باعتقادنا أن هذه البدع حجر عثرة في طريق ظهور الدين على سائر الأديان فالحكمة الالهية اقتضت أن الاسلام لا يظهر إلا كما أنزل صافيا نقيا فهو دين غير قابل للاستدراكات عليه بطريقة مباشرة كما يفعله الليبراليون أو بطريقة غير مباشرة كما يفعله المبتدعون
كتبه أخوكم
أبوالعباس أنور الرفاعي
2 ـ 6 ـ 1438 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق