الأربعاء، 1 مارس 2017

المداهنة في دين الله درس متكامل في آية واحدة من كتاب الله تعالى

 المداهنة في دين الله 
درس متكامل في آية واحدة من كتاب الله تعالى 
➖➖➖➖➖➖➖➖
 أولاً : المقدمة : 
قال الله تعالى : 
{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } 
[ يونس : 15]

 ثانياً : الاستنتاج من الآية :
تضمنت هذه الآية على ثلاثة أمور : طرح العرض والموقف من العرض وسبب رفض العرض

✅الأمر الأول : [ طرح العرض ]
 
لقد عرض الكفار على نبينا عليه الصلاة والسلام أن يخالف الوحي إن كان يريد التقارب بينه وبينهم  وقطع حبال النزاع وكانت هذه المخالفة في احدى صورتين اثنتين وهما : التغيير أو التبديل : { قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ }

     ثمار الدرس : 
1⃣ـ أن أعداء الاسلام يريدون صرفنا عن القرآن الكريم 
2⃣ـ أن أهل البدع حققوا مراد الكفار وكفوهم المؤنة في ذلك ؛ لأنهم غيروا وبدلوا 
3⃣ـ أن أعداء الاسلام يسعون لصرفنا عن الاسلام فإن لم يستطيعوا انتقلوا لنشر الاسلام بشكل محرف عن مساره الصحيح وأنهم يسعون ليكون لهم مجندون في ذلك من بني جلدتنا

✅الأمر الثاني : [ الموقف من العرض ]

لقد كان موقف نبينا عليه الصلاة والسلام هو كمال الثبات والبحث عن نصرة الحق لا مجرد التجميع للصف فقال : { قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ }

     ثمار الدرس : 
1⃣ـ أن الأصل في الدعوة إلى المرسل هو اتباع الرسالة التي جاء بها الرسول ولايجوز الخروج عنها 
2⃣ـ أن البدع والمخالفات ليست من الاتباع بل هي موافقة لمراد الكفار في قولهم : { ائت بقرآن غير هذا أو بدله }
3⃣ـ أن من دعا للدين من غير الرسالة فدعوته ليست لله تعالى بل هي خدمة لأعداء الإسلام

✅الأمر الثالث : [ سبب رفض العرض ]

لقد كان سبب رفض نبينا عليه الصلاة والسلام لهذا العرض هو الخوف من الله تعالى بل وأوصل للكفار رسالة مقتضاها أن ديننا ليس فيه مداهنة بل هو اتباع خال من الابتداع وأن الرسول لايخالف رسالة المرسل فقال : { إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم }

     ثمار الدرس : 
1⃣ـ أن البدع والمخالفات من أسباب العقوبة 
2⃣ـ أن البدع والمخالفات تدل علي عدم الخوف من الله 
3⃣ـ أن أهل السنة والجماعة أشد الناس خوفا من الله تعالى ؛ لأن أتباع الرسول لايبدلون ولايغيرون اقتداء به عليه الصلاة والسلام


 ثالثاً : خيانة المبتدعة والمرتزقة لهذا الموقف النبوي العظيم 
فبعد أن فشل الكفار باغراء القائد المعصوم عليه الصلاة والسلام انتقلوا لبعض مرتزقتهم من المسلمين لتطبيق : { ائت بقرآن غير هذا أو بدله } فاستجاب لهم مرتزقة ومبتدعة المسلمين فبدلوا أيما تبديل 
وقد ثبت في الحديث أن نبينا يستشفع يوم القيامة لأقوام ويقول : [ إنهم مني ] فيقال له : [ انهم بدلوا بعدك ] فيقول : [ سحقا سحقا لمن بدل بعدي ] ومن صور هذا التبديل في دين الله

1⃣ ـ انكروا حد الرجم تبديلا لدين الله  
2⃣ ـ انكروا حد السيف تبديلا لدين الله 
3⃣ ـ اقروا الديمقراطيات والحزبيات تبديلا لدين الله  
4⃣ ـ عزوا بموت المنصرين تبديلا لدين الله  
5⃣ ـ وزعوا الورد فوق قبر الخميني تبديلا لدين الله  
6⃣ ـ انكروا وجود الخلاف العقائدي بيننا وبين النصارى تبديلا لدين الله  
7⃣ ـ زعموا أن اليهود اخواننا في الايمان من ناحية أخرى تبديلا لدين الله  
8⃣ ـ دعوا إلى التبرج والسفور والاختلاط تبديلا لدين الله 
9⃣ ـ نشروا البدع والخرافات في العبادات والعادات تبديلا لدين الله 

الخ من البدع والضلالات والانحرافات التي شوهت نقاء وبهاء الاسلام وهم يتقربون بذلك للكفار ليظهرون لهم وسطيتهم واعتدالهم حتى كثر مقلديهم بجهل لهذه الأمور فانتشر الفساد

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
          
كتبه أخوكم 
   أبو العباس أنور الرفاعي 
10ـ ربيع أول ـ 1438 هـ
✍️


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق