الاثنين، 6 مارس 2017

تفسير قوله تعالى { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا }


تفسير قوله تعالى
{ ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } 
وهل الآية تتعارض مع وجود المس أو السحر 
______________



 أولا : المقدمة
استدل بهذه الآية بعض الفلاسفة على انكار المس معللا أن اثبات المس يتعارض مع هذه الآية والحق في بينونة عن استدلالهم لأمرين اثنين : 
1⃣ الأول : ثبوت المس في الواقع والقرآن الكريم اذا تعارض مع الواقع فالتعارض ثابت في مفهوم البعض للنص وليس في معارضة النص للواقع وهذا هو سبيل المؤمنين تجاه النصوص خلافا لأهل النفاق 
2⃣ الثاني : ثبوت المس في نصوص القران والسنة فاذا ورد نص آخر يصادم النص المثبت وجب الجمع بين النصين بما يحفظ كليهما لا بما يعطل أحدهما ؛ لأن القرآن لايكذب بعضه بعضا بل هو مثاني كل نص يؤكد النص الآخر والقاعدة تقول : إذا تعارض الدليلان فالجمع بينهما أولى من تعطيل أحدهما

 ثانيا : التفسير الصحيح للآية 
اختلف العلماء فيها على عدة أقوال وهي : 
1⃣ أن السبيل هنا هو الحجة وأنه ليس للكفار حجة على المؤمنين 
2⃣ السبيل هنا في يوم القيامة بدلالة أول الآية : { فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } 
3⃣ أن السبيل هنا في الدنيا وأنهم وإن حصل لهم ظفر على المؤمنين فهذا الظفر ليس على عموم المؤمنين ولا على عموم الأحيان 
4⃣ السبيل هنا منفي عن صفوة المؤمنين بأن لايسلطوا عليهم تسلط تمكن لأنه لاتزال طائفة من المؤمنين على الحق ظاهرين 
5⃣ وقيل : إن المؤمنين هنا هم خصوص الصحابة

 ثالثا : الخلاصة 
بمجموع هذه الأقوال بطل استدلال اولئك بهذه الآية بما يعارضها من النصوص وتبين أن المس أو السحر ليس من سبيل الكفار على المؤمنين لأنه يعتبر مرض والمرض له أسبابه المتعددة ومن أسبابه مكايدات الجن او الانس وقد جعل الله للمؤمنين سبل الخلاص من هذه المكايدات بأسباب العلاج المشروعة وهذا داخل في كون الله تعالى لم يجعل لهم على المؤمنين سبيلا اذ لو لم يكن هناك اسباب للخلاص من المس أو السحر لكان هذا مدخلا لمدعي التعارض مع الآية ولكن الله تعالى قطع حجتهم


كتبه أخوكم 
أبو العباس أنور الرفاعي 
✍

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق