الثلاثاء، 28 فبراير 2017

القرآن صالح لكل زمان ومكان

🌎 القرآن صالح لكل زمان ومكان
دراسة سريعة لمنهج التطوير في التفسير
وبيان بعض الانحرافات 
في تفسير بعض المعاصرين
➖➖➖➖
أولاً : المقدمة :
كثيراً ما نسمع عن التطوير في مجال التفسير في القرآن الكريم بحسب الزمان والمكان وهذا الكلام المجمل يحتاج إلى توضيح ليتضح حقه من باطله وسليمه من سقيمه فأقول :

ثانياً : منهجية التفسير :
نحن نؤمن بأن المفسرين ليسوا معصومين من الخطأ ولكننا نؤمن أيضاً بأننا نملك آلات وأدوات التفسير التي تمكننا من معرفة الصح من الخطأ ، فالقرآن يفسر بالقرآن ويفسر بالسنة ويفسر بأقوال الصحابة ويفسر بأقوال طلاب الصحابة وهم التابعين ويفسر بمقتضى اللغة العربية التي انزل القرآن بها ، وقد تجتمع في الآية الواحدة هذه الخمسة أو بعضها وقد يتفق المفسرون في الآية الواحدة وقد يختلفون فيها ، ولهذا وضعت قواعد الترجيح وفق الأصول الخماسية السابقة لا غيرها بحال من الأحوال ، ومع ذلك فتفسير القداما وفق ما سبق لا يخلوا عن أمرين اثنين :

1ـ الأمر الأول :
تفسير مسائل الدين العلمي [ المعتقدات ] والعملي [ العبادات ] فهذه لا خروج لنا عن تفسيرهم فالدين واحد لقيام الساعة ولايمكن بحال من الأحوال أن يكون الدين لـ 1430 سنة خطأ ويظهر راجحه اليوم كما يدعي دعاة التطوير في مجال التفسير ؛ لأنها ثابتة لقيام الساعة لانها رسالة محمد عليه الصلاة والسلام للعالمين أجمعين وليست لزمن مخصص ، فمثلا قوله تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة } ثابتة وتفسيرها هو ظاهرها ولا يصح ان نقول انه يصح مخالفة امره في زمننا فامره ملزم في كل زمان ومكان الا في حال العجز عنه

ولهذا اتفق العلماء في أصول مسائل الدين العلمي والعملي واختلفوا في بعض الفروع فنا اتفقوا فيه فهو الاجماع الذي وجب العمل به وما اختلفوا فيه فالراجح والمرجوح داخل في أحد قوليهم وليس في قول آخر لغيرهم  
وهنا تصلح كلمة أن الدين صالح لكل زمان مكان ؛ لأن الدين واحد لقيام الساعة فما كان في أيامهم دين فهو دين إلى اليوم

2ـ الأمر الثاني :
تفسير المسائل الحياتية ، وهذه يدخل فيها أمران :
1ـ الأعراف : فإذا فسرها السلف بمحاسن العادات بزمنهم جاز ان تفسر بمحاسن العادات في زمننا ، فالقاعدة الشرعية تقول : [ العادة محكمة ] والسلف أنفسهم هم من أصل لنا هذه القاعدة كتفسير لقوله تعالى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
2ـ العادات : وهذه يدخل فيها الصناعات والطب ولها في القرآن أصول وفصول وقد فسرها أسلافنا كقواعد وفوائد ولا نستغني عن تفسيرات المعاصرين لها بما لا يخالف حقيقتها في القرآن

ـ ففي مجال الطب أظهر لنا التفسير المعاصر اعجازات عظيمة من قوله تعالى : { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } وقوله تعالى تعالى : { من مضغة مخلقة وغير مخلقة } في تشريح جسم الانسان وفي تحديد القرآن لمراحل الجنين ونفخ الروح بما يبهر العقول ويثبت دلائل نبوة الرسول

ـ وفي مجال الصناعات كالسيارات والطيارات وفقاً لقوله تعالى : { والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون }

فصل : 
في بعض انحرافات المعاصرين في التفسير :

1ـ النموذج الاول :
قبل سنوات عقد مؤتمر لأصحاب الاعجاز العلمي فقال لهم أحد علماء الغرب أنهم اكتشفوا امراً لم يتوصل إليه المسلمون !! وهو كون هذه النجوم ليست حقيقة عصرياً وأنها مجرد مواقع لنجوم محيت قبل آلاف السنين وبقي ضوءها فقط !! فرد عليه أحد علماء الاعجاز العلمي بقوله : بل قد ذكر هذا القران الكريم قبل 1400 سنة في قوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم وأنه لقسم لو تعلمون عظيم } !! فضحك علماء الغرب في المجلس وقالوا : اردنا اختباركم بكذبة فأيدتموها بقرآنكم وإلا فهذه نجوم حقيقية دون شك !!
والحق أن القرآن أقسم بمواقع النجوم ولم يتطرق لكون النجوم غير موجودة في هذه المواقع بل القرآن يقرر أن النجوم متواجدة ولن تطمس إلا يوم القيامة كما في قوله تعالى : { وإذا النجوم طمست } وعليه فتفسير القداما كان أعلم وأحكم وأسلم وتفسير المعاصرين كان محرج ومخزي في نفس الوقت ؛ لأنه لم ينبني على أصول التفسير واقتصر على العقلانية

2ـ النموذج الثاني :
تفسيرات الفلسفي الكيالي حدث عن انحرافها ولا حرج فهو ينكر يأجوج ومأجوج ويستدل بالقرآن وينكر عذاب القبر ويستدل بالقرآن وأمور كثيرة ينكرها بجهله ويحسن منطقه بفلسفة لا تسمن ولا تغني من جوع

كتبه أخوكم
أبوالعباس أنور الرفاعي
1 ـ جماد ثاني ـ 1438 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق