السبت، 25 فبراير 2017

قاعدة مهمة في المشاكلة


قاعدة مهمة في المشاكلة 
➖➖➖➖
أولاً : التعريف بهذه القاعدة : 
المشاكلة هي معرفة الشخص عن طريق جلسائه ؛ لأن الشكل هو المثل ، يقال : ومن هو على شاكلتهم أي على مماثلتهم 
وقال صاحب اللباب في علوم الكتاب : ( 12 / 371 ) نقلا عن امرؤ القيس : 
حي الحمول بجانب العزل ** إذ لا يلائم شكلها شكلي 
أي : لا يلائم مثلها مثلي اهـ 
وأدلة هذه القاعدة كثيرة من الكتاب والسنة وأقوال السلف والخلف

ثانياً : دليل القاعدة : 
1⃣ ـ الدليل الأول : 
قوله تعالى : { قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا }
أي على طريقته ويوافقه عليه من هو على شاكلته ، فأهل الخير على طريقة أهل الخير وأهل الشر على طريقة أهل الشر ، ولهذا قال بعدها : { فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا } 

2⃣ ـ الدليل الثاني : 
قوله تعالى : { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون } 
وانظر للفرق بين { لقوا } و { خلوا } دليل أنهم لا يحبون الصالحين وإنما يلتقون بهم لقاءات بينما من هم على شاكلتهم فإن لهم بهم خلوات 
وفيه دلالة أن صاحب الباطل غير واضح ولكن الله يفضحه بجلسائه 

3⃣ ـ الدليل الثالث : 
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا } 
استدل بهذه الآية ابن بطة في الابانة ( 2 / 453 )  بعد سرده لجملة من آثار السلف في معرفة الجليس بجليسه ولم اهتد لوجه الدلالة منها 

4⃣ ـ الدليل الرابع : 
قوله تعالى : { وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب } 
كثيراً ماكان شيخنا العلامة الوادعي رحمه الله يدعو طلابه للتميز عن أهل الضلال ويستدل بهذه الآية 
قلت : ووجه الدلالة منها أنه بالتميز يعرف الصالح بجليسه والطالح بجليسه !!

5⃣ ـ الدليل الخامس : 
قول النبي صلى الله عليه وسلم : [ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ] 
وفيه دلالة واضحة على أمرين اثنين : 
1ـ أن الانسان يعرف بجليسه وأنه على منهجه وطريقته بدلالة الفقرة الأولى من الحديث
وما صاحب الانسان إلا كرقعة ،، على ثوبه فليتخذه مشاكلا 
2ـ أنه إن لم يكن مثله فسيصبح مثله بسبب مجالسته ؛ فإن للمجالسة قوة تأثير بدلالة الفقرة الثانية من الحديث

6⃣ ـ الدليل السادس : 
قول النبي صلى الله عليه وسلم : [ الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ] 
ومعناه أن الانسان يئتلف مع من هو على شاكلته ويختلف مع من هو على غير شاكلته ، وبهذا يعرف سلوكه وخلقه عن طريق من تعارف او تناكر معهم !!

7⃣ ـ الدليل السابع : 
أقوال السلف وهي كثيرة جدا وإليكم بعضها 
1 ـ قال أبو داود : قلت لأحمد بن حنبل : أرى رجلاً من أهل السنة مع رجل من أهل البدع أترك كلامه ؟ قال : لا، أو تُعْلًمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة ، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به اهـ 
2 ـ قال ابن مسعود : المرء بخدنه اهـ 
3 ـ وقال الأوزاعي : من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته اهـ
4 ـ وقال ابن المبارك : من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته اهـ 
5ـ وقال معاذ بن معاذ : قلت ليحيى بن سعيد : يا أبا سعيد الرجل وإن كتم رأيه لم يخف ذاك في ابنه ولا صديقه ولا في جليسه اهـ
6 ـ وقال الغلابي : كان يقال : يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة اهـ 
7 ـ وقال ابن عون : من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع اهـ
8 ـ ولما قدم سفيان الثوري البصرة ، جعل ينظر إلى أمر الربيع - يعني ابن صبيح - وقدره عند الناس ، سأل أي شيء مذهبه ؟ قالوا : ما مذهبه إلا السنة . قال : من بطانته ؟ قالوا : أهل القدر !! قال : هو قدري اهـ

انظر لما سبق « طبقات الحنابلة »( 1/ 160 ) و « مناقب أحمد » (صـ 250 ) و « الابانة » ( 2 / 453 )

8⃣ ـ الدليل الثامن : 
ذكر جملة من الأقوال والحكم في هذا الباب : 
1ـ  قل لي من تجالس أقول لك من تكون 
2 ـ الصاحب ساحب 
3 ـ واختر قرينك واصطفيه تفاخرا ،، إن القرين إلى المقارن ينسب 
4 ـ  من جالس جانس 
5 ـ في السماء طيور يقال لها بجع ،، إن الطيور على أشكالها تقع 
6 ـ تلك العصا من تلك العصية وهل تلد الحية إلا حوية

كتبه أخوكم 
أبو العباس أنور الرفاعي 
30 ـ صفر ـ 1438 هـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق