سلسلة : #علمتني_السلفية [ 3 ]
علمتني السلفية
📝 خطر المداهنة في دين الله
قال الله تعالى : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [سورة يونس 15]
تضمنت هذه الآية على ثلاثة أمور : طرح العرض والموقف من العرض وسبب رفض العرض
📝 الأمر الأول : طرح العرض
عرض الكفار على نبينا عليه الصلاة والسلام أن يخالف الوحي إن كان يريد التقارب بينه وبينهم وقطع حبال النزاع : { قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ }
وفي هذا دلالة على :
1ـ أن أعداء الدين يريدون صرفنا عن القرآن الكريم
2ـ أن أهل البدع حققوا مراد الكفار وكفوهم المؤنة في ذلك
3ـ أن أعداء الاسلام يسعون لصرفنا عن الاسلام فإن لم يستطيعوا انتقلوا لنشر الاسلام بشكل محرف عن مساره الصحيح
📝 الأمر الثاني : الموقف من العرض
لقد كان موقف نبينا عليه الصلاة والسلام هو كمال الثبات والبحث عن نصرة الحق لا مجرد التجميع للصف فقال : { قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ }
وفي هذا دلالة على :
1ـ أن الأصل في منهج الدعوة هو اتباع الرسالة ولايجوز الخروج عنها
2ـ أن البدع والمخالفات ليست من الاتباع بل هي موافقة لمراد الكفار في قولهم : { ائت بقرآن غير هذا أو بدله }
3ـ أن من دعا للدين من تلقاء نفسه فقد دعا للدين من غير الدين ودعوته ليست لله تعالى
📝 الأمر الثالث : سبب رفض العرض
لقد كان سبب نبينا عليه الصلاة والسلام برفض هذا العرض هو الخوف من الله تعالى بل وأوصل للكفار رسالة مقتضاها أن ديننا ليس فيه مداهنة بل هو اتباع خال من الابتداع وأن الرسول لايخالف رسالة المرسل فقال : { إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم }
وفي هذا دلالة على :
1ـ أن البدع والمخالفات من أسباب العقوبة
2ـ أن البدع والمخالفات تدل علي عدم الخوف من الله
3ـ أن أهل السنة والجماعة أشد الناس خوفا من الله تعالى ؛ لأنهم يخافون كثيرا من البدع ولايمكن أن يداهنون فيها أبدا
الخاتمة :
إذا كان هكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم فهكذا يجب أن نكون نحن
كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
15 ـ 5 ـ 1438 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق