الأحد، 26 فبراير 2017

كلام للتوضيح وليس للتجريح

كلام للتوضيح وليس للتجريح
━━━━━━━━━━━
باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 
أما بعد : 

فهذه رسالة مختصرة توضح أنه ليس في الاسلام بدعة حسنة كرد على من ادعى ذلك وهذا لعدة وجوه وهي :
📝 الوجه الأول :
أن الحديث قال : ( كل بدعة ضلالة ) و ( كل ) من ألفاظ العموم وهذا العام مخصص بالدين وليس في الدين والدنيا بقرينة منفصلة وهي ( من أحدث في أمرنا ) فقوله : ( في أمرنا ) أي : في ديننا ، خرج بذلك البدع الدنيوية من اللفظ

📝 الوجه الثاني :
لقوله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }
فقوله : { أكملت لكم دينكم } دليل على أنه ليس في الدين بدعة حسنة ؛ لأنها زيادة على شيء كامل والزبادة على الكامل تسلتزم عدم كماله ، ولهذا قال بعد ذلك : { وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }
فأصبحت ثلاث مراتب :
1ـ أكملت : دليل على عدم النقص فيه
2ـ أتممت : دليل على التدرج بالنعمة
3ـ رضيت : دليل أن الزيادة والنقصان فيه أمر غير مرضي ؛ لأنه مارضيه لنا إلا بعد مقدمتين : { أكملت } و { أتممت }
والبدعة : ليست من الدين الذي أكمله الله لنا ، وليست من النعمة التي أنعمها علينا أنتج ذلك أنها ليست من الاسلام الذي يرتضيه لنا دينا !! وعليه فهي سيئة وليست حسنة

📝 الوجه الثالث :
قوله تعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا }
وقال تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عداب أليم }
والبدعة فيها مشاقة للرسول وفيها مخالفة عن أمره ؛ لأنه حذر منها ، وهذا يكفي لجعلها سيئة فكيف نسميها حسنة ؟!! بل هذا مشاقة أخرى ومخالفة أخرى فصارت مصيبتين في آن واحد :
1ـ مصيبة الابتداع وقد نهينا عن ذلك
2ـ مصيبة تسميتها حسنة وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم ضلالة

فصل في بعض اللوازم للبدعة :

ناهيك عن أن لها لوازم خطيرة ذكرها العلماء وكلها تقتضي سوءها وفسادها فكيف تكون حسنة بعد ذلك ومنها :

1ـ أنها تستلزم القدح في الدين أنه ناقص وبحاجة لزبادات وتحسينات
2ـ أنها تستلزم أن التشريع ليس من خصوصيات الله تعالى فالعبد أصبح يستحسن للدين ماشاء ومتى شاء
3ـ أنها تستلزم عدم صدق الله تعالى في قوله : { اليوم أكملت لكم دينكم } عياذا بالله
4ـ أنها تستلزم عدم علم الله بمستجدات الأمور وأن دينه جامد يحتاج لتعديله والاضافة عليه حسب الزمان والمكان .. وغير ذلك من المصائب

كتبه لكم أخوكم
 ابو العباس انور الرفاعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق