الأربعاء، 15 مارس 2017

الجمع بين الصلاتين عند المطر


 الجمع بين الصلاتين عند المطر 
دراسة موجزة 
➖➖➖➖


 أولاً : الخلاف : 
1ـ المذهب الحنفي : 
لا يرون الجمع من أساسه إلا في موضعين وإن لم يكن هناك سبب : الأول في عرفة : بين الظهر والعصر في وقت الظهر ، الثاني في مزدلفة : بين المغرب والعشاء في وقت العشاء ، وهذا خاص في حق المحرمين فقط 
سبب الجمع عند المذهب : 
ـ المحرم فقط

2ـ المذهب المالكي : 
يرون الجمع بين [ المغرب والعشاء ] في وقت التقديم ، وبعضهم جعلها في الوسط بين الوقتين ، ولايرون الجمع بين [ الظهر والعصر ] ، وبعضهم يشترط المطر الذي له وحل وفي وقت ظلمة والبعض يكتفي بالمطر الذي له وحل وإن لم تكن هناك ظلمة 
سبب الجمع عند المذهب : 
ـ المطر 
ـ الثلج 
ـ الوحل

3ـ المذهب الشافعي : 
ينص المذهب على الجمع بين الاربع [ الظهر والعصر ] و [ المغرب والعشاء ] و [ الجمعة والعصر ] ولكنهم يقررون ذلك في جمع التقديم دون التأخير ؛ لأن السبب متقدم فلابد أن يتقدم معه الفعل
سبب الجمع عند المذهب : 
ـ المطر 
ـ الثلج

4ـ المذهب الحنبلي : 
ينص المذهب على الجمع بين [ المغرب والعشاء ] فقط ولايرونه بين [ الظهر والعصر ] 
سبب الجمع عند المذهب : 
ـ المطر 
ـ الثلج 
ـ الوحل 
ـ الريح الشديدة الباردة

ثلاثة تنبيهات : 
1ـ لم نتعرض للأسباب الخاصة كالمرض والخوف واكتفينا بأقوال المذاهب عن الأسباب العامة 
2ـ لم نتعرض للأراء المتفرعة عن بعض علماء المذهب واكتفينا بالمعتمد فقط لانه المعتبر 
3ـ لم نتعرض لضوابط الجواز عند المذاهب بسبب العجالة ككمية المطر ونسبة الوحل وو الخ

 ثانياً : التعليق : 
الذي أميل إليه هو مذهب الشافعي رحمه الله ورحم الجميع لأسباب : 
1ـ الأول : لاحتوائه للأربع [ الظهر والعصر ، المغرب والعشاء ] وهذا موافق لحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن نبينا صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء ، بخلاف المالكية والحنابلة فقد احتووا الاثنتين الأخريتين فقط 
2ـ الثاني : لاحتوائه على [ الجمعة والعصر ] وهذه مسألة خلافية بشدة ولكن الصحيح أن الجمعة تدخل في حكم الظهر ؛ لأن الظهر اسم للوقت والجمعة اسم لليوم وصلاة الجمعة وقتها هو وقت الظهيرة وعليه فحكمهما واحد ، وإنما حلت مكانها في يوم من أيام الأسبوع وهو يوم عيد والعيد فرحة فكيف تكتمل الفرحة وقد تم الغاء رخصة من الرخص فيه ؟!! ووجود بعض الخواص لصلاة الجمعة لاينافي الرخصة بل الرخصة أتم لهذا اليوم ،، والله اعلم 
3ـ الثالث : لتخصيصه جمع التقديم ؛ لأن التأخير يحتمل زوال العذر فيكون الجمع بغير عذر حينها وإن كان في نظري أن العذر المسبق لايزول لأنه متصل ومرتبط بالبعدية ولكن هذا قد يكون قوياً في السفر أما في المطر ففيه شيء فنرجئ الحديث عن هذه لأجل آخر بإذن الله تعالى

 ثالثاً : مذهب المانعين :
أقتصر في هذه العجالة على مناقشة دليل واحد من أدلة المانعين للجمع بين الصلاتين للمطر وهو حديث أنس رضي الله عنه أن المطر نزل اسبوعا كاملا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين 
ووجه الدلالة منه أنه لم يأت أنه جمع !! ولايمكن أن يجمع ولاينقل لنا ذلك في حادثة كهذه
والجواب : 
نفرق بين نزول المطر قبل الاذان ونزول المطر بعد الأذان على النحو التالي : 
1ـ الأول : نزوله قبل الأذان 
إذا نزل المطر قبل الأذان وقبل توارد الناس للمسجد فالطريقة هنا أن يقول المؤذن : ( صلوا في رحالكم او في بيوتكم ) وهذا معلوم بأدلته 
2ـ الثاني : نزوله بعد الأذان 
وأما إذا نزل المطر بعد الأذان وقد توارد الناس للمسجد فإنه يجمع بين الصلاتين في وقت التي توافدوا لها مع التي بعدها

وعليه ففي هذه القصة الاحتمال الوارد أنهم كانوا يصلون في بيوتهم ؛ لأنه الأصل والجمع في هذه الحالة مشقة ؛ لأنه يلزم خروجهم للصلاة وهذا ينافي رفع المشقة التي شرع الجمع من أجلها 
وهنا قاعدة وهي اننا لانعارض الشيء الذي ندري به بالشيء الذي لاندري به فنحن نعلم أنه صلى الله عليه وسلم شرع لنا الجمع فكيف نعارضه بكوننا لا نعلم هل جمع أم لم يجمع بحادثة معينة وعندنا الدليل الذي يحتويها ويحتوي غيرها ؟


كتبه أخوكم 
أبو العباس أنور الرفاعي 
16 ـ 6 ـ 1438 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق