الخميس، 9 مارس 2017

التشدد والسلفية وحقيقة قاعدة : [ الدين يسر ] بين الافراط والتفريط


 التشدد والسلفية
وحقيقة قاعدة : [ الدين يسر ] بين الافراط والتفريط
➖➖➖

️أولاً : المقدمة : 
فرق بين الشدة وبين التشدد فالشدة ممدوحة والتشدد مذموم وبينهما فرق وبينونة كما بين المشرقين 
1ـ الشدة : المتمسك بدينه يعتبر شديدا وهذا مدح له وليس عيبا فيه ففي الحديث : [ ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب ] فهذا فيه مدح للشديد فالشدة بمعنى قوة ضبط النفس بالعلم والعمل 
2ـ التشدد : وهو مجانبة وسطية الاسلام وسماحته وفي الحديث : [ إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا ]

️ثانياً : المعنى الصحيح لكلمة : [ الدين يسر ] :
الكثير من العصاة يعصون الله تعالى ويقولون : [ الدين يسر !! ] والكثير من المبتدعة يبتدعون في دين الله ويقولون : [ الدين يسر !! ] 
فهل فعلا يسر الدين معناه العبث به على يد هؤلاء ؟ وماهي المفهومية المستقيمة ليسر الدين ؟
الجواب : [ الدين يسر ] معناها أن كل ما ورد في الشريعة فهو يسر وليس فيه مشقة أصلاً ؛ لقوله تعالى : { لايكلف الله نفساً إلا وسعها } ولحديث : [ إن هذا الدين يسر ]
فالدين كله بجميع شرائعة وأحكامه يسر ولكن مريض القلب يستثقله ، وبالرغم من يسره فهناك يسر داخل هذا اليسر أيضا وهو الرخص لأولي الأعذار
ـ فالصلاة قائما يسر ولكنها في حق المريض جائزة قاعدة زيادة في التيسير
ـ والوضوء للصلاة يسر ولكنه لفاقد الماء أو العاجز عن استخدامه يستبدل بالتيمم زيادة في التيسير
وبناء على قوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } وأدلة أخرى استنبط السلف قاعدة : [ المشقة تجلب التيسير ] وعليه فالشريعة استوعبت اليسر في حال القدرة والعجز ولكن !! وما أدراكم ما لكن ولكن !! 
ـ هل معصية العاصي من الدين حتى يقول : [ الدين يسر ]
ـ هل بدعة المبتدع من الدين حتى يقول : [ الدين يسر ] ؟

الحقيقة أن الدين يسر ولكن أفعال هؤلاء ليست من الدين أصلاً وعليه فهي مشقة عليهم !! ومع ذلك يعصون الله بالمشقة ويعلموننا يسر الدين !!
️ثالثاً : التشدد عند السلفيين :
الذي يجب أن نعرفه أن هناك فرق بين السلفية وبين السلفيين ، فالسلفية منهج وسطي وهو الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى 
وأما السلفيون فهم بشر يصيبون ويخطؤون فيهم العالم والجاهل والكريم والبخيل والمطيع والعاصي والشديد واللين والقوي والضعيف 
وخلاصة ذلك كله انهم كغيرهم من البشر إلا أنه يميزهم المرجعية التي تحكمهم وتجعلهم يرجعون إليها في حال خطأهم ويتمسكون بها حين صوابهم ، وعليه فإن كان عندك انتقاد على سلفي فإنك لن تحركه من مكانه مالم تستدل عليه من المرجعية السلفية التي يخضع السلفي لها وهذه المرجعية هي : [ الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة أي الصحابة رضي الله تعالى عنهم ]
وهذه المرجعية ليست تشددا باجماع المسلمين وعليه فهاتوهم بهذه الأدلة كي يقبلوا منكم ، وأما عن التشدد المنسوب إليهم فهو لايخلو من أحد أمرين : 
الأول : أن الذين نسبوا إليهم التشدد هم أولئك الذين يعصون الله أو يبتدعون في دين الله ويهاجمون السلفي بالتشدد لأنه ينكر عليهم باطلهم 
الثاني : أن هذا التشدد صادر من بعض جهلة السلفيين فإنه ينصح وينسب التشدد لشخصه وليس للسلفية


كتبه أخوكم 
أبو العباس أنور الرفاعي 
11 ـ 6 ـ 1438 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق