تنبيه حول الاكتشافات العلمية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
دائما ما نجد رسائل فيها الاشادة بإكتشافات للغرب لأشياء ذكرها الإسلام ولكن لم يكتشفها علماء المسلمين ، وهذا في نظري أسلوب خطير جدا سواء كان متعمد أو غير متعمد ، فخلاصته عدم الثقة بعلماء الإسلام وسيأتي اليوم الذي نتبع فيه الكتاب والسنة على فهم أمريكا والمانيا ؛ بحجة أن علماء الإسلام لم يكتشفوا ذلك ودائما ماتأتينا الإكتشافات التي تنصر الاسلام من عند الغرب
بل والله أني سمعت أحد الحمقى يقول : يجب أن نفهم أحاديث الطب النبوي عن طريق علماء الغرب ؛ لأن الحدبث لا يتعارض مع العلم الحديث فإن تعارض حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع بحوثات الغرب فهو دليل أن الحديث ضعيف ولم يثبت ، فقلت له : قد أنكروا ماهو ثابت قبل سنوات ثم أقروه بعد سنوات أخرى !! فكيف نجعلهم مرجعية في ذلك ، وأبنت له أن الطب النبوي داخل في الفقه فمن تفقه فيه من علماء المسلمين فهو عالم بالطب ( النبوي ) وأبنت له أن الصحيح أنه إذا تعارضت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الدراسات العلمية الغربية فذلك يكون لأحد أمرين اثنين :
ـ الأول : أن هذه الدراسة كيدية وليست علمية ومقصدها التشكيك بصدق مشكاة النبوة ؛ فإنهم إن أتوا عليها من باب تخصصهم سيبقى الشك في قلوب المرتابين في بقية الأبواب
ـ الثاني : أن هذه الدراسة فاشلة ولا تمثل العلم بدليل مخالفتها للوحي ؛ فالوحي مقدم على كل العلوم وكل علم يخالف الوحي فهو أشد أنواع الجهل جهالةً
ومن هنا فأنا أدعو إخواني وأخواتي بترك هذه الرسائل التشكيكية التي لا تنطلي إلا على عامة الناس ، وأما نحن فنعلم أن علماء المسلمين توصلوا قبل 700 إلى 800 إلى أكثر ( سنة ) لِما لم يتوصل له العلم الحديث اليوم ،، ووالله لقد ذكر ابن القيم جسم الإنسان من ظفر قدمه لشعر رأسه مع ذكر الفوائد والحكمة من كل عضو لماذا شكله هكذا ولماذا موضعه في مكان كذا ، بل حتى دمع العين وتحدث عن السر في ملوحته وعن الريق والسر في عذوبته ، بكلام بديع لن تجد مثله أو قل أن تجد مثله ، ناهيك عن الفوائد الطبية العلاجية والوقائية والغذائية وكأنه يعيش داخل جسم الإنسان بما لم يتوصل له العلم الحديث إلا عن طريق تمزيق الجثة البشرية وتشريحها
تنبيه ختامي :
رسالتي لاتنكر الاستفادة من الدراسات العلمية الحديثة ونشرها وإنما ركزت على زعمهم أن هذه الدراسات اكتشفت أمراً جديداً لم يكتشفه علماء الدين رغم وجوده في القرآن والسنة ، وتنشر بصيغة : ( للأسف علماء الغرب اكتشفوا أمراً من القرآن لم يكتشفه علماء الدين ) !!!
فأنا أقول : كل أمر ذكره الوحي فعلماء الدين أعلم الناس بمعرفته
وأما موضوع قوله تعالى : { ويخلق ما لاتعلمون } فقد بينا في جلسات متفرقة أنها لاتنفي معرفة أصل الشيء وإنما تنفي معرفة تطوره بما يخص الأزمنة والأمكنة ، فأسلافنا لايعرفون السيارة بشكل خاص ولكنهم يعرفون المركب بشكل عام ، وعدم معرفتهم بالسيارة ليس دليلاً على عدم معرفتهم بالآية ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف السيارة ولكنه قطعاً يعرف معنى الآية ، وهكذا قس في شتى المجالات ،، والله أعلم
أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
١ / ٦ / ١٤٣٧ هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق