شرطة محجم
بقلم أبي العباس أنور الرفاعي
ــــــــــــــ
أولاً : مدخل الرسالة
جاء في الصحيحين من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ الشفاء في ثلاثة : شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار ، وأنا أنهى أمتي عن الكي ]
ونقتصر في هذه الرسالة على شرح فقرة : [ شرطة محجم ]
ثانياً : الشرح والتوضيح
نحتاج لاكتمال ثلاثة للقيام بعملية الحجامة وهي : الشرط والمشرط والشارط
1⃣ أولاً الشارط :
هو القائم بالتشريط وهو الحجام من ذكر أو أنثى وله شروط ليس هذا محل بسطها
2⃣ ثانياً المشرط :
هو الآلة المستعملة للقيام بالتشريط وسمي مشرطاً ؛ لأنه يبقي علامة في الجسم وهذه العلامة تسمى شرطة قال تعالى : { فقد جاء أشراطها } أي علاماتها ، وفي علم الإملاء وضعت شرطة تحت السطر أي علامة تميزه عن بقية السطور
3⃣ ثالثاً الشرط :
وهو القيام بالعملية المطلوبة وهي شرط المكان المعين لعلاج المشكلة المعينة بطريقة معينة
وهذا الأمر علم واسع له قواعده وقوانينة بسطناها في محلها وأما هنا فحديثنا نركز فيه على لفظة : [ شرطة محجم ]
ثالثاً : نوع آلة الشرط
وأكثر ما رأيت فيه الخلاف هو الاختيار بين موس الحلاقة وبين المشرط الطبي ، والموس أعد للمسح وليس للشرط ، والمشرط أعد لعمليات شرط أوسع من الحجامة ، وعليه فلايوجد آلة طبية صنعت لشرط المحجم من جهات طبية معترف بها ، ومن هنا فنحن نقول : دام أن الآلة ليس فيها محظور طبي وصالحة للشرط السطحي فهي صالحة للحجامة سواء كانت الموس أو المشرط ، إلا أني أرجح المشرط الطبي لخمسة أسباب :
1 ـ أدعى لنفسية المحجوم
2 ـ أكثر نظافة وتعقيماً
3 ـ صنع خصيصاً للشرط وهناك مقاسات منه تتناسب جدا مع شرط المحجم
4 ـ مغلق باحكام أكثر
5 ـ ليس فيه خوف على جرح الحجام بخلاف الموس
ومع ذلك فأنا حاليا استخدم الموس لأني لم أهتدِ للمشرط المناسب ذات الجودة العالية والموس لين خفيف على البشرة فهو أجود من المشارط التقليدية والمشارط الأصلية أفضل منه إن وجدت
رابعاً : قواعد الشرط
وهي عدة قواعد بعضها مهمة وبعضها محل اجتهاد مني حفظني الله وهداني لأحسن الأخلاق
1⃣ القاعدة الأولى : القفاز
يجب لبس القفازات أثناء عملية الحجامة ؛ وذلك خشية وجود مرض معدي ينتقل عن طريق الدم من أحد الطرفين الحجام أو المحجوم ، ويجب على المحجوم أن يكون صريحاً وعلى الحجام أن يكون حريصاً
صراحة المحجوم إن كانت به إصابة معدية ، وحرص الحجام بالقفاز وربما استخدم امصالاً طبية قبل العملية
2⃣ القاعدة الثانية : الطريقة
والمنهج الذي أسير عليه في الشرط هو كونها تتضمن أربعة أمور :
1ـ صغيرة
2ـ كثيرة
3ـ خفيفة
4ـ عمودية
وقلنا : ( صغيرة ) كي تلتئم سريعاً ، وقلنا : ( كثيرة ) كي تحفز وتنشط أكثر ، وقلنا : ( خفيفة ) كي نتعامل مع سطح الجلد دون تجاوز ، وقلنا : ( عامودية ) ؛ لأن الأفقية تقطع والعمودية تشق ، ونحن في الحجامة نتعامل مع الشق وليس مع القطع
وإن كانت الشرطة العميقة قد تكون ضرورة علاجية في بعض الحالات كـ الحجامة الفورية ( الإسعافية ) كاستخراج سم لدغ العقرب أو قرص الثعبان فقد يحتاج الحجام لتوسعة الشرطة قليلاً لضمان سحب السم قبل انتشاره ومع ذلك فهذا التعميق يجب أن لايتنافى مع السطحية أيضاً ،، والله أعلم
3⃣ القاعدة الثالثة : التعقيم
ينبغي على الحجام تعقيم مكان الحجم قبل وبعد الحجامة خشية انتقال مرض من الهواء لجسم المحجوم المكشوف
4⃣ القاعدة الرابعة : التحديد
وهي اختيار النقطة المحتاجة للشرط تعبيرياً أو انعكاسياً وليس مجرد شرط فالأجساد أمانة والحجام مؤتمن
الخاتمة :
هذا ماجرى عليه القلم وقد كتبته على عجالة وأخشى أن يعتريه القصر والقصور فما كان فيه من صواب فهو من الله وحده وما كان فيه من خطأ فهو من نفسي ومن الشيطان
كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
مدرب في أكاديمية قادة التطوير تركيا
anwar2014w@
جزاك الله خيرا أخانا أنور
ردحذف