الجمعة، 24 فبراير 2017

الاصابة بالعين ليست عذر للوقوع في المعاصي والفواحش


س : هل الاصابة بالعين أو السحر أو المس عذر للانسان للوقوع في المعصية ؟
--------------

جـ : انتشر هذا القول وقد سمعته وقرأته لبعض الأفاضل [ من المعالجين وليسوا من العلماء ] ونجيب عليهم من وجهين اثنين :
 الأول :
أننا لسنا مفوضين في محاسبة الناس على سيئاتهم أو حسناتهم ولكننا مأمورين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر }

وقال تعالى : { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } وفي الحديث : [ الدين النصيحة ]
 ثانياً :
الحقيقة أن الاصابات الروحية قد تسبب الصرف عن الطاعات والعطف على المنكرات ولكنها ليست عذرا لصاحبها لأنها ليست أسباباً محضة الاجبار والدليل على ذلك حديث علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ رفع القلم عن ثلاثة : عن الصبي حتى يحتلم وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يعقل ]

والمرتكب للمعاصي إن كان مصاباً فيعذر المسحور أو الممسوس أو المعيون إن كان طفلا أو نائما أو مجنوناً لسبب رفع القلم عنه وليس لسبب الاصابة وأما الاصابة نفسها فليست عذرا

وقد رأينا من يتسامح في ذلك حتى في مسائل الفاحشة معللاً الرحمة بالمذنب لأنه مصاب بالسحر ففتحوا لهم الأبواب المغلقة على مصارعها وأعانوهم وأعانوا الشياطين عليهم ومن هنا نقول لهم : لستم أرحم بهم من ربهم وليس لكم الحق في تبرير أفعالهم بغير عفو شرعي والعفو الشرعي انحصر في الثلاث النقاط السابقة وهي :

1-         الطفل حتى يحتلم
2-         النائم حتى يستيقظ
3-         المجنون حتى يعقل

ومن زاد عليها رابعة فعليه بالدليل فإن لم يأت بالدليل فقد نصب نفسه مشرعاً بغير بحق

وننصح كل مصاب بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } 
فمادمتم واعين مدركين لفعالكم فأنتم محاسبون عليها { وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } .. هذا والله أعلم

كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي

رابط قناتي على تلجرامhttps://telegram.me/anwar2014w


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق