الاثنين، 27 فبراير 2017

مقولة : ( لحوم العلماء مسمومة )

مقولة : ( لحوم العلماء مسمومة )
ـــــــــــــ

المقدمة :
🚪لقد صارت هذه المقولة سلماً يتسلق عليه أهل الهوى والردى حتى ردوا الحق وانتصروا للباطل ؛ بحجة أن المتكلم بالحق قد سب العلماء فتقول لهم : ( قال الله تعالى ) فيردون عليك بقولهم : ( لحوم العلماء مسمومة ) فردوا كلام الله ؛ لأنه في معرض الرد على مشايخهم ، ومن هنا أحببت أن أطرح تنبيهين اثنين حول هذه المقولة

🚪التنبيه الأول : في نسبة المقولة
هذه الكلمة ليست حديثاً كما يظنه البعض وانظر ( الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث ) برقم ( 369 ) بل هي أثر من كلام الحافظ ابن عساكر في مقدمة كتابه ( تبيين كذب المفتري ) ونصها : اعلم أخي أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة وأن من اطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } اهـ
ومعنى عادة الله أي سنة الله كما في معجم المناهي اللفظية للعلامة بكر أبو زيد
وقد ورد في كتاب الشقائق النعمانية قصة لأحد الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله هل هذا من قوله بلفظ : ( لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن أكلها مات ) أم لا والقصة لا داعي لذكرها هنا لعدم التثبت حالياً من صحة القصة من ناحية ، ولما فيها من التصوف من ناحية أخرى

🚪التنبيه الثاني : في فقه المقولة
المقصود بقوله : ( لحوم العلماء مسمومة ) هم علماء { إن هو إلا وحي يوحى } لاعلماء الدجل والتحزب والهوى فـ { تلك إذا قسمة ضيزى }
وإن أقواماً حرفوا مفهوم هذه المقولة ونزلوها في غير منزلها فجعلوا من الظالم الغاشم عالم ومن النقد المهذب شتام وسب .
 والحقيقة أن ديننا دين أمر بمعروف ونهي عن منكر ولايجوز السكوت عن المبطلين بحجة أن لحومهم مسمومة فحمى الدين أشد سمية من لحومهم النتنة التي لايطيق أهل الحق شمها فضلاً عن أكلها ولكن أهل الباطل اتخذوا من هذه المقولة طوقاً أمنياً لحماية ساداتهم وكبرائهم دون حماية حمى دينهم ،، والله المستعان

كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
anwar2014w@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق