الاثنين، 27 فبراير 2017

مراتب صيام عاشورا

خلاف العلماء في مراتب صيام عاشورا 
وحكم صيام اليوم الحادي عشر
ـــــــــــــ

          ـ اختلف اهل العلم في صيام الحادي عشر من شهر محرم فذهب بعضهم الى المنع من اضافة غير التاسع  معللين ان لفظ الحديث ورد في ذكر التاسع فقط وأجاب عليهم المخالفين لهم بان النبي عليه الصلاة والسلام بدا بالتاسع من اجل المبادرة والمسابقة والعلة هي مخالفة اليهود وعللوا ان هذا يحصل بصيام العاشر مع التاسع قبله ويحصل بصيامه مع الحادي عشر بعده :

🔦قال الامام ابن القيم رحمه الله :
فمراتب صومه ثلاثة : أكملها : أن يصام قبله يوم وبعده يوم ، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث ، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ، وأما إفراد التاسع ، فمن نقص فهم الآثار، وعدم تتبع ألفاظها وطرقها ، وهو بعيد من اللغة والشرع ، والله الموفق للصواب) زاد المعاد لابن القيم ( 2/75 )

🔦وقد ذكر هذه المراتب الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( 4/311) فارجع إليها إن شئت.

🔦وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
قال العلماء في صيام يوم عاشوراء : إما أن يكون مفرداً ، أو يصوم معه التاسع ، أو يصوم معه الحادي عشر، وهناك صورة رابعة، وهي أن يصوم التاسع والعاشر والحادي عشر، فيكون ثلاثة أيام من الشهر.  والأفضل لمن لا يريد أن يصوم إلا يومين أن يصوم التاسع والعاشر اهـ

🔦وقالت اللجنة الدائمة ادامها الله :
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 13700 )
س2 : هل يجوز صيام عاشورا يوما واحدا فقط؟
ج 2 : يجوز صيام يوم عاشوراء يوما واحدا فقط، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم بعده، وهي السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: « لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع »
قال ابن عباس رضي الله عنهما : (يعني مع العاشر). وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

             ـ وذهب بعض اهل العلم الى خلاف ذلك معللين الاقتصار على ما ورد في لفظ الحديث وعلى هذا فتوى جمع من اهل العلم ومنهم :

🔦فتوى العلامة الكبير الامام الالباني رحمه الله  :                                               حيث قال : الاستحباب في صيام عاشورا على مرتبتين اثنتين الاولى وهي العليا صيام تاسوعا وعاشورا والثانية وهي الدنيا صيام العاشر فقط اهـ

🔦فتوى شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله :
نص السؤال : هل ورد في صوم عاشوراء حديث ( صوموا يوما قبله او يوما بعده )
الاجابة : لا اعرف حديثا ثابتا في هذا التعيين وانما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لئن بقيت الى قابل لأصومن التاسع ) عزم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يصوم التاسع والعاشر اما بعده فتحري ذلك ليس من السنة اهـ

🔦الخلاصة :
والاظهر في هذه المسألة هو ان مراتب صيام عاشوراء على خمس مراتب :
1- صيام التاسع مع العاشر فتكون موافقه لظاهر الحديث وهي أعلى المراتب لموافقتها للسنة وبعدها عن الخلاف
2- افراد العاشر بالصيام
3- صيام التاسع والعاشر والحادي عشر فتكون ثلاثة أيام من الشهر فيجتمع فيها موافقه للسنة وجمع بين الاحاديث وتعدد في النية
4- صيام العاشر مع الحادي عشر وهي مخالفة لظاهر النص والأولى اجتنابها
5- افراد التاسع فقط وهذا اخذه اقوام من قوله عليه الصلاة والسلام : ( لأصومن التاسع ) وقد فهموا منه انه يريد افراد التاسع بالصيام وهو قول خاطئ وقد رد عليهم العلامة ابن القيم وسبق نقله

واما قول من يقول بأن النبي عليه الصلاة والسلام حيث ذكر التاسع انما ذكره من اجل المبادرة والمسابقة والعلة هي مخالفة اليهود وهذا يحصل بصيام العاشر مع التاسع قبله ويحصل بصيامه مع الحادي عشر بعده ، فيرد عليه بأن النبي عليه الصلاة والسلام كان قادرا على قوله وبما انه لم يقله فلم نقله من بعده إلا إذا صام التاسع والعاشر والحادي عشر وعزم بها ثلاثة أيام من كل شهر  ،، والله اعلم

📚كتبه اخوكم
أبوالعباس أنور الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق