الفرق بين الكفر والشرك
للإمام العلامة الألباني رحمه الله تعالى
فرغها أخوكم : أبوالعباس أنور الرفاعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل كتابي مشرك ولكن ليس كل مشرك كتابي فلتميز الكتابي على المشرك بكونه كتابياً أعطيت له خصوصيات يتميز بها عن المشركين والمشركات
السائل : هل نقول : ليس كل كتابي مشرك ؟
الشيخ : يجوز هذا ، لكن على التعبير الإسلامي الصحيح أن كل كل من كفر فهو مشرك ولو كان ليس هو كافر لغة
...
لو أن مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويصلي ويصوم .. ماشاء الله عليه ، لكن يقول : الآية ماعجبتني !! هذا كفر في شك ؟؟
الطلاب : لا
الشيخ : لكن أشرك ؟ هذه ماعندكم خبر فيها ، كونه كفر لاشك ، لكن كونه أشرك هذه تحتاج إلى بيان وتوضيح !!
الشرك في اللغة : أخص من الكفر ، فكل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك
الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأنه لا يستحق العبادة سواه هذا موحد وليس مشركاً ويؤمن بكل ماجاء من عند الله ولكنه قال في الآية الفلانية : ( ماعجبتني ) أو الحديث النبوي : ( ما أعجبني ) هذا لغة : كفر ، ما أشرك ، أما شرعاً فقد أشرك أيضاً !! شو السبب ؟ { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } إذاً هنا صار في شرك ؛ لأنه جعل هواه إلهاً ، إذا هو يقول : لا إله إلا الله ولكنه من حيث واقعه جعل مع الله إله ، مش ضروري يكون الإله تبعه فرعون أو اللات أو مناة ، يكفي أن يكون إلهه هواه ، ومن هنا الآن الشرع يجعل كل من كفر بمكفرٍ ما مشركاً !! ، وإليك الآن النص الصريح في القرآن الكريم !!
قصة المؤمن والملحد الذي أنكر البعث والنشور في سورة الكهف : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) }
كفر ولا ما كفر ؟؟ كفر ، لكن لو تابعنا راح نلاحظ أنه حكم عليه أنه أشرك : { قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) }
ليش عم يقوله : { وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا } ؟ لأنه اعتبره مشركاً حينما قال : { مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا } نتابع : { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ } متحسراً { عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) }
إذا شركه ماذا كان ؟
كان في شكه في البعث والنشور ، إذا الشرع ( وقد قدمت أنفاً التعليل ) يعتبر كل كفر شركاً ، فهكذا أهل الكتاب هم مشركون ، ولو وجد هناك موحدون يعتقدون أن عيسى ليس إله فهو مشرك ؛ لأنه لم يؤمن بالله ورسوله اهـ
فرغها أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
رابط الصوتية المفرغة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق