معجزة التداوي
بـ ( القسط الهندي ) [ الحلقة (3⃣) ]
ـــــــــــــــ
⛈أولاً : المقدمة :
هذه هي الحلقة الثالثة من حلقات القسط الهندي والتي سجلت في قناة الاستشفاء الفضائية وقد أحببت أن أنشرها لكم مفرغة لتعم الفائدة
⛈ثانياً : موضوع الحلقة :
شرح الحديث الجامع عن أم قيس بنت محصن قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب )
فإن قال قائل : كيف يقول عليه الصلاة والسلام : إن في القسط سبعة أشفية مع أن الخبراء أثبتوا أن فيه الزيادة على ذلك ؟
فأقول : إن هذا الاعتراض مبني على عدم الفهم الصحيح لهذا الحديث العظيم ونبين لهم مفهومية الحديث من وجهين اثنين :
1⃣- الوجه الأول :
أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( فيه سبعة أشفية ) ولم يقل : ( فيه سبعة أدوية ) فلو فرضنا أن مقصوده سبعة أمراض لكان المعنى أن مازاد على السبعة فهي أدوية وليست أشفية والدواء قد ينفع وقد لا ينفع وأما الشفاء فلا يكون إلا نافعاً وليس لأحد أن يصف علاجاً ويسميه شفاء إلا من جهة الوحي وليس لأي جهة أن تثبت زيادة واحدة على ذلك وتسميه [ شفاء ] ولكن من حقها أن تسميه [ دواء ] ومن هنا تميز طب النبي عليه الصلاة والسلام على سائر الحضارات في الطب ثم إن الوصفة قد تنزل من كونها ( شفاء ) الى مرتبة ( دواء ) لخلل بسيط في طريقة استخدامها فتقل نسبة ضمان النفع وربما لاختلاف الطبائع بين المُستعمل والمُستعمل له
ومن هنا أقول : إن السبعة المذكورة في الحديث هي سبعة أشفية ومازاد عليها إن اعتبرنا الوجه الأول معنىً للحديث فهي أدوية وليست أشفية على أن الراجح عندي هو الوجه الثاني والله أعلم
2⃣- الوجه الثاني :
أن قوله عليه الصلاة والسلام : ( فيه سبعة أشفية ) أي فيه سبعة طرق للشفاء وكل طريقة فيها شفاء للكثير من الأمراض بإذن الله تعالى ، وهذا القول هو الأقوى ؛ لأنه في الحديث قال : ( فيه سبعة أشفية ) ثم قال بعد ذلك : ( يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب ) فبدأ بذكر الطريقة ( السعوط ) و ( اللدود ) وعقب ذلك بذكر المرض الذي يعالج بهذه الطريقة ( العذرة ) و ( ذات الجنب ) فدل ذلك على أن المقصود بقوله : ( فيه سبعة أشفية ) أي سبعة طرقٍ فيه الشفاء وبين لنا طريقتين من هذه الطرق واجتهد العلماء في بيان ماهي هذه الطرق السبعة وهي :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح 149/10 :
قلت : ويحتمل أن تكون السبعة أصول صفة التداوي بها لأنها إما : طلاء ، أو شرب ، أو تكميد ، أو تنطيل ، أو تبخير ، أو سعوط ، أو لدود اهـ
وباذن الله تعالى نتدارس هذه الأصول في الحلقة القادمة
كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
4/ربيع أول/1437هـ
✍
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق