الأحد، 26 فبراير 2017

قاعدة العلماء يستدل لقولهم ولا يستدل بقولهم


ماعدا الأنبياء يستدل لقولهم ولا يستدل بقولهم
ــــــــــ

📝 أولاً : ضبط القاعدة
هذه القاعدة أتت بلفظ : [ العلماء يستدل لقولهم ولا يستدل بقولهم ] وبلفظ : [ الرجال .. الخ ] وبلفظ : [ أقوال العلماء يستدل لها ولا يستدل بها ] وهذه الألفاظ فيه ركاكة لأنه يدخل فيها الأنبياء فهم أعلام العلماء وهم الرجال حقا والله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم } ويقول : { ويعلمهم الكتاب والحكمة }
ومن هنا كانت هذه القاعدة بحاجة لضبط أجمع لنخرج الأنبياء من لفظها ومن أجمل ماوقفت عليه هي لفظ : [ ماعدا الأنبياء يستدل لقولهم ولايستدل بقولهم ] بمعنى أن الأنبياء قولهم دليل ولا يحتاج إلى دليل

📝 ثانياً : دليل القاعدة
والقاعدة لها أدلة كثيرة جدا ولكني أقتصر على ذكر دليل واحد لأنه جامع في الدلالة عليها وهو. في قوله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم * فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر } وقد دلت الآية انه لاتقبل فتوى العالم لغير المقلد المعذور الا بعد معرفة دليل فتواه وذلك من اربعة وجوه وهي :
1ـ الاول : ( رجالا نوحي إليهم ) دل على العالم لاتقبل فتواه الا ان كان من ورثة النبيين وعلامة ورثته ان ينقل في فتواه من هذه التركة المباركة وهي الوحي فان لم يأت بالدليل من الوحي فلست ملزما بها
2ـ الثاني : ( أهل الذكر ) اذا نحن نسألهم عن الذكر فاذا افتوا من غير الذكر فمن حقي عدم الاخذ بالفتوى
3ـ الثالث : ( إن كنتم لاتعلمون ) فاذا كنت تعلم المسالة بجوابها فمن حقك مخالفة العالم لان الله اوجب عليك سؤاله إن كنت لاتعلم اما ان كنت تعلم فقد تخالف العالم لانك توافق عالما اخر
4ـ الرابع : ( بالبينات والزبر ) اي نسال العالم ونطالبه بالبينات والزبر الدالة على صحة فتواه فان لم اعلم بينته جاز لي ان لا اقبل فتواه لفتوى غيره
هذا والله أعلم

كتبه أخوكم :
أبو العباس أنور الرفاعي
تمت مراجعته في
23ـ 5 ـ 1438 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق