أدلة قاعدة : [ النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد ]
ــــــــــــــــ
🚪أولاً : المقدمة
في وقت انتشر فيه الإرجاء في أنحاء الأرجاء والتبرير المُتَكَلَفُ لكبائر الأخطاء وكلما ذكرتَ لهم حرمة ذلك استدلوا عليك بحسن النوايا وطيب الخفايا ومن هنا أحببت أن أذكر أدلة هذه القاعدة ؛ لأن حاصلها منع التبرير للخطأ بحجة حسن النية ؛ فالتعذر بها صورة من صور الإرجاء المنتشرة ،، والله المستعان
وأنبه أني كتبت هذا المنشور قديماً على الفيس طالباً من اخواني مشاركتي في استحظار الأدلة على ذلك فجزاهم الله عني خيرا
🚪ثانياً : ذكر الأدلة
1⃣ الدليل الأول :
قوله تعالى : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)
[سورة الزمر 3]
2⃣ الدليل الثاني :
قوله تعالى : { فمن كان يرجوا لقآء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }
فدلت الآية أن من كانوا يرجوا لقاء الله سبحانه وتعالى أنه لابد أن يجمع بين صلاح النية وصلاح العمل دل أن صلاح أحدهما لايكفي
3⃣ الدليل الثالث :
الحديث : [ غيروا هذا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى ]
رواه أحمد 10472 من حديث أبي هريرة
مع أن الصحابة لم يكونوا يقصدون بترك الشيب نية التشبه ومع ذلك نيتهم لم تبرر فعلهم فوجههم النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر وأخبرهم أنه من التشبه
4⃣ الدليل الرابع :
حديث الخطيب الذي قال : ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى )
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( بئس الخطيب أنت قل : ومن يعص الله ورسوله )
أخرجه مسلم 2047 عن عدي بن حاتم
مع أنه صحابي جليل ولم ينو إلا الخير ومع ذلك لم يعذره النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد حسن النية
5⃣ الدليل الخامس :
حديث : ( افتان أنت يامعاذ ) عندما أطال في الصلاة
رواه أحمد 14190 وابن حبان 2400 وابن خزيمة 1634 وغيرهم من حديث جابر
تنبيه : حديثنا عن قاعدة النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد ، وقراءة معاذ لسورة البقرة ليس عملا فاسدا بل هو عمل صالح ولكنه عابه على خطأ التطويل والمشقة على الناس
6⃣ الدليل السادس :
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم في الشمس فسأل عنه قالوا : هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه )
رواه ابو داود 3302 عن ابن عباس
7⃣ الدليل السابع :
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال : ( ما هذا الحبل ) ؟ قالوا : هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت به قال : ( حلُّوه ليصلًِّّ أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد )
أخرجه البخاري 1099 ومسلم 784
8⃣ الدليل الثامن :
حديث الثلاثة الذين ذهبوا أبيات النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته فلما أخبروا كأنهم تقالّوها فقال أحدهم : أما أنا فأصوم ولا أفطر وقال الأخر : وأما أنا فأقوم الليل ولا أنام وقال الثالث : وأما أنا فلا أتزوج النساء فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ) قالوا : نعم قال : ( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وارقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )
رواه البخاري 4776 ومسلم 3469 من حديث أنس
9⃣ الدليل التاسع :
حديث ( والله لا يغفر الله لفلان )
رواه مسلم 6847 من حديث جندب
مع أنه قالها غيرة مما يراه من ذنوبه ومعاصيه وعدم استجابته للنصح
قال ابو هريرة : لقد قال كلمة أوبقت عليه أخراه
🚪ثالثاً : المفهوم الصحيح لحديث : ( إنما الأعمال بالنيات ) :
المقصود بالأعمال بهذا الحديث هي أعمال الطاعات وليس أعمال المحرمات فالعمل المحرم أمر مفروغ منه فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله طيب لايقبل إلا طيبا ) وقال : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود
ووالله إنه لمن قلة الأدب مع الله تعالى أن نتعبد له بالعمل الفاسد بحجة صلاح النية وحسن الطوية فنبيه صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أنه لايقبل منا إلا العمل الطيب وأن العمل المحدث مردود مهما حسنت نوايانا
وما أجمل قول القائل :
بنى مسجداً لله من غير حله
فتم بحمد الله غير موفــق
ككافلة الأيتام من كد فرجها
لك الويل لاتزني ولاتتصدقي
ومما لاشك فيه أن النية تدخل على جميع الأعمال ولكنها لا تصلح الفاسد منها :
أليس إذا عمل صالحاً بنية فاسدة لايقبل منه ، فكذلك إن عمل فاسدا بنية صالحة لايقبل منه وغاية مافي الأمر أنه إن عمل بذلك عن طريق الجهل أنه قد يعذر وقد لايعذر حسب اجتهاده. لمعرفة العلم أو اعراضه عن معرفته
ولهذا جاء في نفسالحديث : ( فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امراة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر إليه )
فضرب لنا مثالاً بالعمل الصالح وأن مدار قبوله من عدم قبوله هو أن تصلح النية أيضاً بالقيام به ،، والله الموفق
كتبه أخوكم
أبوالعباس أنور الرفاعي
anwar2014w@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق