الاثنين، 27 فبراير 2017

المنهجية السلفية في الدعوة إلى الله تعالى

المنهجية السلفية في الدعوة إلى الله تعالى ،، الحلقة [ 1 ]
━━━━━━
📚 أولاً : المقدمة :
كنت قد كتبت هذا المنشور مرتين ثم يحذف علي بالغلط وهذا مما زادني اصراراً أن أعيد كتابته للمرة الثالثة ، إلا أني في هذه المرة أعدته مختصراً والله المستعان !!
📚 ثانياً : الموضوع :
وهو عبارة عن دعوة للدعاة عبر التواصل الاجتماعي بالرفق باخوانهم كي لايعينوا الشيطان عليهم ؛ فرب أخ يضل او ينحرف بسبب غلظة إخوانه عليه وهذا مما نص عليه القرآن الكريم بقوله تعالى : { ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} ونستنتج من هذه الآية ثلاثة أمور :
1⃣ـ الأول : أن فظاظة لسان الداعية وغلظة قلبه سبب من أسباب انفضاض الناس عنه وعن دعوته
2⃣ـ الثاني : أن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن فظ اللسان ولا غليظ القلب ، ولهذا قال : { ولو كنت } أي انه بفضل الله تعالى لم يكن كذلك
3⃣ـ الثالث : أن قوله : { لانفضوا من حولك } منفي لانتفاء قوله : { ولو كنت .. } وهذا دليل ان الواقع كان العكس وهو أن الأخيار لم ينفضوا من حوله ؛ [ لماذا ] ? ؛ لأنه لم يكن فظ اللسان ولا غليظ القلب مع المدعوين !!

ومن هذه الاستنتاجات أقول : إنه ينبغي على الدعاة السلفيين أن يراعوا هذا الجانب في دعوتهم وذلك لأمرين اثنين :
1⃣ ـ الأول : لأنه من أسباب تحقيق النتائج الايجابية في الدعوة إلى الله تعالى
2⃣ ـ الثاني : لأن هذا كان هو الطريق الذي سلكه نبينا صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله تعالى !! وإن لم نقتد نحن السلفيون به فمن يقتدي به إذا ؟

ومما ينبغي ملاحظته أن هذه الطريقة التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم وشهد له بها ربه سبحانه وتعالى هي جزء لايتجزأ من قوله تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني }
أي أن البصيرة في الدعوة لا يوفق لها إلا من اتبعه وسلك طريقه وأن من جانب طريقته الدعوية فهو فاقد للبصيرة ولهذا لن تثمر دعوته !!

حقيقة مهمة :
أقول : إن جميع أعداء الدعوة الذين يشكلون خطراً عليها لا يشكلون خطرا عليها بقدر ما يشكله أبناؤها المجانبين للمنهحية النبوية فيها ؛ وذلك لثلاثة أمور :
📍الأول : لما أسلفناه مُدَللاً ومُعَللاً من كون الفظاظة والغلظة من أسباب التنفير
📍الثاني : لما فيه من فتح الباب لخصوم الدعوة لتشويه سمعة دعوتنا أمام العامة وصدهم عنها
📍الثالث : لأن العامة والكثير من المثقفين ليس عندهم التصور التام لفقه ربط نوع القضية بأسلوب الطرح ، ولهذا تجدهم يرون القضايا الأساسية خلافات سائغة بل ويقيسونها بالخلافات المذهبية ، ولهذا حق علينا تطبيق الاثر القائل : [ حدثوا الناس بما يفقهون أتحبون أن يكذب الله ورسوله !!؟ ] فلا نستغني عن الحق ولكن نعتني بأسلوب توضيحه وشرحه
وقد عشت في دماج ماشاء الله تعالى من السنين ووالله ما رأيت شيخ الدار العلامة الحجوري وطلابه الكبار إلا قمة في القدوة وهكذا ينبغي أن نكون نحن صغار الطلاب ؛ كي تصل رسالتنا بأجمل وجه وأبهج صورة
وإني لأتألم أن يستغل بعض خصومنا أساليب بعض إخواننا المبتدئين في ميدان الدعوة لاسيما عبر الفيس بوك لتشويه ما بذل علمائنا الغالي والنفيس لتحسينه فالله الله أن نتعاون على المحافظة على مابنوه بحسن طرحنا وجمال نقاشنا وحوارنا ولتجدن ثمرة ذلك ولو بعد حين

وأخيراً : يسعني هنا أن أختم بعبارة سمعتها من الإمام الألباني رحمه الله فوعاها قلبي ولاتزال تتردد في مسمعي وهي قوله : [ اسمحولي إن بعض السلفيين شبهة على السلفية ] فإياك أخي السلفي ان تنالك وتشملك هذه العبارة !!

وأسأل الله تعالى أن تكون ألفاظي قد اتضحت ومعانيها قد وصلت
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كتبها أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
24 ـ 5 ـ 1438 هـ
🔏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق